أيّها السيدُ إنّك كنتَ لنا موئلاً جيلاً فجيلاً من قبلِ أن وُلدتِ الجبالُ وأنشأتَ الأرض والمسكونة من الأَزلِ إلى الأبدِ أنتَ الله تُعيد الإنسان إلى الغبار وقد قلتَ عودوا إليه يا بني آدم فإنَّ ألفَ سنةٍ في عينيك كيومِ أمسِ الغابر وكهجعةٍ من اللّيل قد جرفتَها إنّما هي سِنةٌ عشقٌ يزول في الغداة في الغداة يُزهرُ ويزولُ وعند المساء يُقطع وييبسُ إنّ قد فنينا بغضبك وبسخطك تروّعنا جعلت أثامنا تُجاهك خفايانا في ضياء وجهك فسالت أيّامنا كلّها بسخطك أفنينا سنينا كالوهمِ أيّامُ سنينا سبعون سنةً وإذا كانت مع القوّة فثمانون سنة ورغبُها إنّما هو ضررٌ وباطلٌ فإنها مرّت بنا سريعاً مرورَ الطير